بقلم الأديبة أفراح مؤذنه
النقد ونقد النقد ليسا مجرد تمرين ذهني، بل هما ظاهرتان تؤكدان حيوية العقل المفكر السليم وقدرته على مساءلة الأفكار. فالنقد يتيح مقاربة الفكرة إمّا بالمقارنة أو بالمفارقة، ليُسهم في تلاقح الرؤى وتوليد المعاني. أما نقد النقد، فهو خطوة أعمق، إذ يتجاوز الفكرة ذاتها إلى مساءلة أدوات قراءتها ومناهج تحليلها، مما يكشف عن طبقات جديدة في التفكير ويحرر العقل من أسر المسلّمات. وهكذا، يجد المرء نفسه أمام فضاء من العقول المتنوعة، قد يختلف معها، لكنه يظل في مأمن فكري يرسّخ الحرية ويعزز نضج الوعي.
أما نقدية النقد التي يوجّهها المتلقي إلى أفكار المفكرين لا تقلل من شأنهم، بل على العكس، تُبرز جمال المتلقي في سعيه إلى بلوغ مستوى من التفكير الواعي، حيث يعمل على امتلاك الأدوات والمهارات النقدية. وهي ممارسة لا تنقص من قيمة المفكرين، بل تؤكد تفاعلهم الحي مع قرائهم، وتمنح الفكر امتدادًا يتجاوز حدود إنتاجه الأولي ليصبح مجالًا مفتوحًا للحوار والإثراء.
أفراح مؤذنه ♡