في تجربة فريدة ومليئة بالتحديات، نجح الوالد محمد صائل في تعليم بناته الصم والبكم القراءة والكتابة، متجاوزًا لغة الإشارة التقليدية. ويروي صائل قصة نجاحه، التي بدأت بخطوة بسيطة وغير تقليدية.
يقول صائل: “بدأت رحلتي عندما أدركت أن تعليم بناتي لا يجب أن يقتصر على لغة الإشارة فقط. فكرت في ابتكار طريقة جديدة، حيث كنت أحضر الأشياء وأكتب أسماءها أمامها، ثم أترجمها لبناتي باستخدام الإشارة. كانت هذه الطريقة فعالة، حيث بدأت بناتي في حفظ الكلمات بسرعة.”
يوضح صائل أن بناته، على الرغم من إعاقتهم، أظهرن قدرة فائقة على التعلم. “بناتي يحفظن الكلمات بعد عدة مرات من التكرار، وهن مثل أقمار الليالي في سطوعهن وصفائهن.”
ومع ذلك، يواجه صائل تحديات من نوع آخر. “أحزنني بعض الأصدقاء الذين عايروني وقالوا لي ‘لا تجعل من بناتك محتوى’. لم أفهم ما يقصدون، فبناتي صم وبكم، ولم أقم بتصويرهن بقصد الإغراء، بل لتشجيعهن. لقد عمقوا جراحي وأوجعوني بكلماتهم.”
ويضيف صائل: “لقد بكيت كثيرًا عندما رزقت ببنات صم وبكم، وبكيت من ظلم الحياة. لكن مع مرور الوقت، أصبحت بناتي جزءًا من واقعي، وعلمتهن وسهرت عليهن الليالي الطوال. لقد دمجتهن في المجتمع، وكنت معلمًا قبل أن أكون أبًا لهن.”
ويختتم صائل كلامه بحنين إلى الماضي. “تركت البادية والجبال السود، وسكنت مدينة مودية، وطنتي الثانية. لكن الحنين إلى قريتي وجنتي يبقى معي كلما تقدمت بي السنون. أتمنى لو عاد الزمان لأعود إلى تلك الأيام الجميلة.”