تبرز قصة عايدة دعموم، معلمة يمنية شابة من محافظة حجة اليمنية صمود المرأة اليمنية في وجه التحديات الكبيرة التي تواجهها الفتيات في بلادها، خاصةً زواج الأطفال.
ففي خضمّ صراع دامٍ وواقعٍ اقتصاديّ قاسٍ، تُلهم عايدة الأمل بإصرارها على تعليم الفتيات، مُحوّلةً بذلك حياة العديد منهن.
واجهت عايدة، البالغة من العمر 25 عاماً، صعوبات كبيرة منذ اندلاع الصراع عام 2015، فقدت عائلتها مصدر رزقها، وأصبحت هي المسؤولة عن إعالة أسرتها المكونة من ستة أفراد.
ولكن بدلاً من الاستسلام، قررت الاستثمار في تعليم الفتيات، مدفوعةً برغبةٍ جامحةٍ في محاربة الأمية المرتفعة بينهن، والتي تُعتبر أحد أهم أسباب زواج الأطفال.
وتُعاني اليمن من أزمة تعليمية حادة، حيث لا تلتحق حوالي 1.5 مليون فتاة بالمدارس، مُعرّضةً إياهن لمخاطر كبيرة كزواج الأطفال والحمل المبكر ومضاعفاتهما الصحية الخطيرة.
ويُشير صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن ما يقارب ثلث النساء في اليمن يتزوجن قبل سن الثامنة عشرة، في غياب حد أدنى قانوني لسن الزواج.
وتقوم عايدة حاليًا بتدريس دروس محو الأمية في مدرسة بقرية الحمراء، مستهدفةً فتيات ناجيات من زواج الأطفال تتراوح أعمارهن بين 8 و19 عامًا، وذلك ضمن برنامج مشترك بين صندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف للقضاء على زواج الأطفال.
وعندما واجهت صعوبةً في استمرار دروسها بسبب ترميم المدرسة، لم تستسلم، بل قامت بتأمين غرفة في منزلها لتستمر في تعليم طالباتها.
ووصل عدد طالباتها إلى 70 فتاة، بفضل إصرارها، تمكنت من الحصول على فصل دراسي دائم في المدرسة. وتُؤكد عايدة على أهمية تعليم الفتيات في تمكينهنّ، وخلق فرصٍ أفضل لهنّ، مُساهمةً في تغيير نظرة الأسر لزواج الأطفال.
وتُظهر دراسة أجراها صندوق الأمم المتحدة للسكان معدلات زواج الأطفال المرتفعة بين النازحين، حيث تُعاني هذه الفئة من نقص فرص العمل والتعليم والخدمات الصحية والاجتماعية، مما يُزيد من تعرضهم للممارسات الضارة.
ويُهدد نقص التمويل برامج مكافحة زواج الأطفال في اليمن، حيث لم يحصل نداء صندوق الأمم المتحدة للسكان لعام 2025 الذي تبلغ قيمته 70 مليون دولار إلا على أقل من ربع التمويل المطلوب.
ويُؤثر هذا النقص بشكل مباشر على حياة النساء والفتيات في اليمن، مُعرّضًا إياهنّ لمزيدٍ من المخاطر.
