من الصحفي: محمد نبراس العميسي
في مساء أدبي مفعم بالأسئلة والسرد والدهشة، استضاف صالون الرواية الأولى الكاتبة السعودية لينا الشعلان في لقاء حواري حول روايتها الأولى «أخابيط»، ضمن أمسية امتزج فيها صوت الكاتبة بفضول القرّاء، وقراءات نقدية تنوّعت بين البنية الفنية والدلالات النفسية والاجتماعية للنص.
جاء اللقاء امتداداً لنهج الصالون في تسليط الضوء على التجارب الروائية الأولى، ودعم الكتّاب الشباب في مسيرتهم الإبداعية، حيث فتحت الشعلان قلبها وذاكرتها للحديث عن تفاصيل تجربتها الأولى، وصعوبات الكتابة، ودهشة الولادة الأولى للنص.
نص الحوار:
س: كيف تشكلت فكرة روايتك «أخابيط»؟ وهل كانت وليدة موقف معين أم تراكم تجربة؟
لينا: فكرة «أخابيط» جاءت من مراقبة العالم الداخلي للإنسان حين يتشابك فيه الحلم بالواقع. كنت أكتب نفسي عبر شخصياتي، أراقبهم وهم يتخبطون بين الوعي واللاوعي، بين الرغبة في الحياة والخوف منها. لم تكن الفكرة حدثاً محدداً، بل كانت تراكماً من الأسئلة التي لم أجد لها جواباً إلا في الكتابة.
س: يبدو في الرواية حضور نفسي قوي، إلى أي مدى تعتمدين على التحليل النفسي في بناء شخصياتك؟
لينا: التحليل النفسي جزء لا يتجزأ من تجربتي في الكتابة. أنا مفتونة بالعوالم الداخلية للشخصيات أكثر من الأحداث نفسها. أحياناً أكتب صفحة كاملة لأصف حالة ذهنية واحدة. أؤمن أن الرواية هي مختبر نفسي، وأن الشخصية لا تولد من العدم بل من شظايا التجربة الإنسانية.
س: نلحظ في «أخابيط» لغة شاعرية وسرداً متموجاً، هل ترين أن اللغة الجمالية قد تطغى أحيانًا على الفكرة الروائية؟
لينا: ربما يحدث ذلك أحياناً، لكنني أرى أن اللغة هي الروح التي تمنح الفكرة حياتها. لا أتعمد الزخرفة اللغوية، بل أترك اللغة تنساب كما تشاء. الرواية عندي ليست تقريراً، بل كائناً ينبض بالإحساس، وإذا فقدت اللغة جمالها فقدت الرواية صوتها الحقيقي.
س: ما التحديات التي واجهتك في إصدار روايتك الأولى؟
لينا: أكبر التحديات كانت الخوف. الخوف من أن أضع نفسي أمام القارئ للمرة الأولى، ومن أن يُساء فهم نصي. ثم تأتي الصعوبات التقنية من مراجعة، ونشر، وتوزيع. لكنني أعتبر «أخابيط» مغامرتي الجميلة التي لن أندم عليها أبداً.
س: كيف ترين حضور المرأة الكاتبة في المشهد الروائي السعودي اليوم؟
لينا: المرأة الكاتبة اليوم حاضرة بقوة، لا لأنها تبحث عن مساحة، بل لأنها تصنعها. هناك أصوات نسائية رائعة تقدم نصوصاً ناضجة وجريئة، وأعتقد أن المشهد السعودي يمر بمرحلة ازدهار حقيقية على مستوى السرد النسوي.
س: كلمة أخيرة لقراء «أخابيط» ومتابعي صالون الرواية الأولى.
لينا: أقول لهم: شكراً لأنكم تصغون لما وراء الكلمات، لأن القراءة فعل حب ومشاركة. «أخابيط» كانت لي اعترافاً، وآمل أن تكون لكم مرآة.
ختام اللقاء:
اختُتم اللقاء بتفاعل ثري من الحضور الذين أثنوا على لغة الكاتبة العميقة وجرأتها في طرح القضايا الإنسانية بأسلوب عميق.
وأكدت رئيسة صالون الرواية الأولى، الكاتبة عهود القرشي، أن استضافة الكاتبة لينا الشعلان تأتي ضمن خطة الصالون لدعم الأصوات الأدبية الجديدة وتسليط الضوء على الروايات الأولى التي تشكل ملامح المشهد السردي السعودي المعاصر.