«منح درجات جامعية مقابل مسيرات سياسية.. فضيحة تضرب جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين»

2 أكتوبر 2025Last Update :
«منح درجات جامعية مقابل مسيرات سياسية.. فضيحة تضرب جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين»

مصدر خاص

 

تعيش كلية الإعلام بجامعة صنعاء فضيحة أكاديمية من العيار الثقيل، بعد قيام عميد الكلية الدكتور عمر داعر البخيتي، المعين من قبل جماعة الحوثي ونائب وزير الإعلام والقائم بأعمال الوزير، بمنح عشر درجات إضافية لطلاب الدراسات العليا خارج أي إطار قانوني أو لائحة جامعية، وذلك بتوجيه مباشر من «الملتقى الطلابي»، الذراع الطلابي للحوثيين المسيطر على الجامعة منذ عام 2014. القرار لم يقتصر على تعديل الدرجات، بل كرّس نظام المحسوبية والولاء السياسي، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن العملية التعليمية في الكلية تحولت إلى أداة ابتزاز سياسي، بعيداً عن أي معايير أكاديمية أو كفاءة حقيقية.

 

مصادر طلابية وأكاديمية أشارت إلى أن الدرجات الإضافية التي وُزعت على الطلاب الراسبين والمنتقلين من مستويات الثمانينات إلى ما فوق التسعينات، أدت إلى إقصاء أوائل الجامعة الذين حافظوا على تفوقهم بالجد والاجتهاد، ما أضاع العدالة الأكاديمية وأضر بمصداقية الجامعة. الوقفات الأسبوعية التي يفرضها الملتقى كل يوم أربعاء أصبحت شرطاً للحصول على الامتيازات، فيما يُحرم من يرفض المشاركة، ما يعكس تحوّل التعليم إلى أداة لتصفية الولاءات السياسية وفرض النفوذ على الطلاب.

 

الممارسات الحوثية لم تتوقف عند تعديل الدرجات، بل امتدت لتشمل الفصل بين الطلاب والطالبات وفرض أنشطة إلزامية ذات طابع سياسي وفكري، وفرض سيطرة كاملة على المناهج والامتحانات، ما يجعل الجامعة بيئة غير مستقرة أكاديمياً ونفسياً، ويهدد سمعتها على المستويين المحلي والدولي. هذه السياسات أثارت غضب الطلاب والأساتذة المستقلين، الذين وصفوا الملتقى الحوثي بأنه «الحاكم الفعلي للجامعة»، بينما الإدارة الأكاديمية أصبحت مجرد واجهة بلا أي سلطات حقيقية.

 

الطلاب المتضررون طالبوا بمراجعة عاجلة لكشوف الدرجات وإلغاء أي تعديل خارج اللوائح، مؤكدين أن استمرار العبث سيقضي على العدالة الأكاديمية ويقتل روح التنافس، ويحوّل الجامعة من صرح علمي إلى منصة للتجنيد السياسي. مراقبون أكاديميون حذروا من أن ما يحدث يشكل تهديداً طويل المدى على العملية التعليمية في اليمن، ويجعل الجامعات أداة لتفريغ الشباب فكرياً وسياسياً بدلاً من تأهيلهم علمياً، مؤكدين أن الحوثيين يحوّلون المؤسسات التعليمية إلى أدوات نفوذ، ويضربون سمعة التعليم الجامعي ويقوضون فرص الطلاب في المستقبل الأكاديمي والمهني.

 

طالب الطلاب المجتمع المدني الدولي بالتدخل الفوري لوقف العبث، وإعادة الاعتبار لمبدأ الشفافية والنزاهة، وضمان أن تبقى الجامعة منبرًا للعلم والمعرفة لا أداة للابتزاز والمحاباة السياسية، مؤكدين أن استمرار الوضع الحالي يهدد مستقبل جيل كامل ويجعل التفوق العلمي رهينة الولاء السياسي.

Breaking News