الصحفي: محمد نبراس العميسي.
في أجواء أدبية مميزة، وضمن اللقاء السابع عشر من لقاءات صالون الرواية الأولى، كان الموعد مع الكاتب العراقي أحمد الكردي، الذي جاء محمّلاً بروايته الأولى «أرجوان». رواية وُلدت من رحم التحدي والبحث عن صوت جديد في السرد، ومن شغف قارئ نهل من الفلسفة وعلم النفس قبل أن يبحر في عالم الأدب.
أدارت الحوار رئيسة النادي الكاتبة عهود القرشي، لتفتح نافذة مضيئة على تجربة أحمد الأولى، ولتكشف ملامح مشروع أدبي قادم، يحمل في طياته الكثير من الأمل والبحث عن الذات.
س:1 بداية، حدثنا عن شعورك وأنت تحلّ ضيفاً على صالون الرواية الأولى؟
أحمد: سعيد جداً بوجودي معكم، وأعتبر هذه الجلسة خطوة مهمة في مسيرتي الأدبية. مثل هذه المبادرات تمنح الكاتب دفعة قوية، وتشعره أن صوته وصل ووجد من يصغي إليه.
س:2 نعود إلى البدايات.. من هو أحمد الكردي الإنسان قبل أن يصبح كاتباً؟
أحمد: أنا من إقليم كردستان، محافظة دهوك. بدأت علاقتي بالكتاب منذ الصغر، فقد كنت أقرأ بنهم، وكانت القراءة لي نافذة على العالم. لاحقاً، خضت تجربة الكتابة باللغتين الكردية والعربية، ووجدت نفسي أكثر قرباً من السرد بالعربية.
س:3 روايتك «أرجوان» هي تجربتك الأولى في النشر.. ما الذي يمكن أن تخبرنا عنها؟
أحمد: «أرجوان» ثمرة سنوات من الجهد. كتبتها بحب وصبر، وواجهت تحديات عديدة في عملية النشر. لكنها سترى النور قريباً عبر مؤسسة «جسد» للنشر، وستكون متاحة في معارض الكتاب بالعراق ودول الخليج.
س4: أنت أيضاً ناشط ثقافي.. حدّثنا عن منصاتك الثقافية.
أحمد: أسست منصة “وتر للثقافة والتنمية” ومنظمة ثقافية أخرى في كردستان، بهدف تعزيز الوعي القرائي ودعم الأدباء الشباب. ننظم لقاءات وفعاليات دورية مع كتاب ومثقفين، ونحاول أن نخلق فضاءً ثقافياً حيوياً في منطقتنا.
س:5 من أين تستمد خلفيتك الثقافية؟ وما الذي شكّل ذائقتك القرائية؟
أحمد: قبل أن أنغمس في عالم الرواية، كنت مولعاً بالفلسفة وعلم النفس. ثم انتقلت إلى قراءة الروايات الكلاسيكية والأدب الواقعي. أؤمن أن الكتاب هو جواز سفري الحقيقي، عبره أعبر الحدود وأتعرف على عوالم جديدة.
س6: كلمة أخيرة لقراء “أرجوان” المنتظرين؟
أحمد: أقول لهم: ستجدون في “أرجوان” شيئاً مني ومنكم في آن واحد. إنها ليست فقط حكايتي، بل حكاية إنسان يبحث عن ذاته وسط عالم مضطرب.
ختاماً:
كان اللقاء السابع عشر من صالون الرواية الأولى محطة مميزة، أضاءت على تجربة كاتب في بداياته، وجعلت من روايته الأولى مادة للحوار والنقاش. رواية «أرجوان» ليست مجرد عمل أول، بل هي وعدٌ ببداية مسار واعد لكاتب يرى في الكتابة خلاصاً وعبوراً إلى العالم. وبين دفتي الرواية، كما بين سطور الحوار، بدا أحمد الكردي صوتاً جديداً يسعى إلى أن يجد مكانه في المشهد السردي العربي، حاملاً قناعته العميقة: أن الكتاب سيظل جواز سفر الإنسان نحو آفاق أوسع من حدود الجغرافيا والواقع.