صالون الرواية الأولى يحاور الروائي ثويني آل عليوي حول روايته ندبة جرح قديم

7 سبتمبر 2025Last Update :
صالون الرواية الأولى يحاور الروائي ثويني آل عليوي حول روايته ندبة جرح قديم

الصحفي محمد نبراس العميسي

 

«الرواية لا تكتمل إلا حين تُقرأ ولا تنضج إلا حين تُناقش»

في أمسية أدبية أقامها صالون الرواية الأولى عبر منصة «زووم» استضاف الصالون الروائي السعودي ثويني آل عليوي للحديث عن تجربته مع روايته الأولى ندبة جرح قديم. اللقاء أدارته عضوة النادي الأستاذة صباح العمري بحضور نخبة من الكُتّاب والمهتمين بالأدب. في هذا الحوار، يفتح آل عليوي قلبه للقراء، متحدثاً عن البدايات، وتفاصيل الكتابة، وصعوبة تشكيل الشخصيات، وصولاً إلى الرسائل التي أراد أن يبعثها عبر روايته.

 

1- س: بدايةً، من أين انطلقت شرارة روايتك ندبة جرح قديم؟

ثويني: محاولاتي مع كتابة الرواية بدأت منذ عام 2013، لكن تلك المحاولات لم تكتمل. لاحقاً شاركت في مبادرة «انثيال» للأستاذ طاهر الزهراني عام 2018، وقدمت عملاً لم ينجح في اجتياز المسابقة. في الموسم التالي طُلب مني عمل جديد، فاستخرجت قصة قصيرة كتبتها عن التنمّر وكنت قد وضعتها في الأدراج. شعرت أنها تحمل بذرة رواية، فأعدت النظر فيها وأجريت عصفاً ذهنياً حتى تبلورت شخصياتها وصراعها. ومع الحجر المنزلي بدأت فعلياً كتابة الرواية، وكانت تلك نقطة الانطلاق.

 

2- س: اعتمدت في السرد على أسلوب تعدد الأصوات، لماذا اخترت هذا النهج؟

ثويني: في البداية كتبت الأحداث بلسان فارس بضمير المتكلم، لكنني وجدت أن بقية الشخصيات تريد أن تتحدث عنه وعن نفسها أيضاً. حين جربت تقنية تعدد الأصوات، اكتشفت أنها تمنح مساحة أكبر للنص، وتجعل الشخصيات أكثر حرية في التعبير، وتتيح التقاء الأفكار وتداخلها، فاعتمدتها حتى نهاية الرواية.

 

3- س: أي شخصية كانت الأصعب في تشكيلها؟

ثويني: شخصية “علي المالكي” كانت الأصعب. شخصيته مركبة، فيها مزيج من الجد والمرح. استلهمت ملامحها النفسية من صديق يحمل الاسم نفسه، واستأذنته في استخدام الاسم بعد أن شعرت أن الشخصية لا تستقيم بدونه.

 

4- س: هل تؤمن أن لحظة واحدة قد تغيّر الإنسان؟

ثويني: نعم، أؤمن بذلك. قد تكون لحظة الحقيقة واضحة وصريحة، وقد تكون نتيجة تراكمات تنفجر في لحظة فاصلة، تشبه القشة التي قصمت ظهر البعير. لحظة واحدة قادرة على تغيير مسار الإنسان بالكامل.

 

5- س: ما أصعب المشاهد التي واجهتك أثناء الكتابة؟

ثويني: من أصعبها مشهد فارس مع والدته عند معرفتها بإصابتها بالسرطان، وتسليمها بحقيقة الرحيل، مع نصيحتها لابنها بقبول سنة الحياة. كان مشهداً مؤلماً جداً بالنسبة لي. كذلك مشهد لقاء فارس بابنة عمّه حمل مشاعر عاطفية صادقة جعلته من المشاهد الأقرب إلى نفسي.

 

6- س: ما الرسالة التي أردت إيصالها للقارئ من خلال الرواية؟

ثويني: الرسالة الأساسية أن الألم مشترك ولسنا وحدنا فيه، لكن الأهم هو كيفية التعامل مع الجروح القديمة والسعي نحو التعافي. كما أردت أن أبرز دور الحب الأسري في بناء شخصية متوازنة. حتى مع انفصال الوالدين في الرواية، ظل الحب المشترك لابنهما فارس حاضراً، وأردت أن أطرح صورة أن الانفصال لا يمنع وجود تفاهم من أجل الأبناء، بل قد يسهم في نشأتهم بصورة أقوى وأكثر سلاماً.

خاتمة

حوار صالون الرواية الأولى مع الروائي ثويني آل عليوي كشف عن عمق التجربة التي حملتها ندبة جرح قديم، وعن رؤية الكاتب للحياة والإنسان عبر شخصياته ومشاهد روايته. كانت الأمسية مساحة للتأمل في دور الأدب كنافذة على الذات والآخر، ولعل ما قاله آل علوي يلخص جوهر اللقاء: «الرواية لا تكتمل إلا حين تُقرأ، ولا تنضج إلا حين تُناقش».

Breaking News