الراحلون في صمت

16 نوفمبر 2025Last Update :
الراحلون في صمت

بقلم الكاتب محمد مسملي

الراحلون في صمت يتركون في القلب أثراً لا يمحى بعدهم.

يرحلون في هدوء لا يصرخون ولا يتمسكون بأبواب خروجهم.

تدرك بعدهم أن الدنيا لم تعد كما كانت.

كما تدرك ان الصمت في كثير من الاحيان يصنع أثراً جميلاً وأن أكثر الوجع يأتي من الذين غادروا دون صوت يمرّون مثل النسمة، ويغادرون مثل طيف،لكنهم يتركون في القلب عاصفة لا تهدأ .

الراحلون في صمت هم أولئك الذين طوى الغياب حكاياتهم بصمتٍ موجع، لا صوت، لا وداع طويل، لا كلمات أخيرة تحفظ في الذاكرة.. يرحلون كأنهم يخافون أن يثقلوا على قلوبنا، أو كأنهم يعتذرون حتى في لحظة الفراق

الراحلون بصمت هم اولئك الذين كلما تذكرناهم شعرنا بوخزة في القلب، وحنين في النفس، ولوعة في الصدر، وكأننا لم نمنحهم ذلك الاهتمام الكافي الذي يستحقونه، وكأن الفراق لم يمهلنا لنعطيهم حقهم من الاهتمام، هناك كلمات تمنينا لو قلناها لهم في الوقت المناسب.

لكن كان الرحيل اسرع من أن نفكر في وداعهم او أن نستوعب انهم سيرحلون ولن يعودوا، وان فراقهم سيترك في نفوسنا ندباً لن يندمل طالما هناك في العروق نبض.

الراحلون في صمت لا تبكيهم الدموع فحسب بل يبكيهم الفراغ الذي تركوه بداخلنا، والصدى الذي يلامس مسامعنا كلما نطق احد باسمائهم، وذلك الحنين الذي بات يعتصر قلوبنا كلما تذكرنا تلك الابتسامة الهادئة.

ذلك العطر الذي يملاء كل مكان نزلوا به.

واللحظة التي تبحث فيها عن صوتهم فلا تجدهم

الراحلون في صمت، أبقوا فينا ضجيجًا لا ينطفئ

ليس صراخًا عاليًا..

بل هدوء ثقيل

يشبه بكاء مكتوم

نسمعه فقط نحن في ساعات الليل حين تهدأ الدنيا كلها، وتبقى قلوبنا مفتوحة على الماضي الجميل الذي ارتبط بوجودهم الى جوارنا، تلك الكثبان الرمليه التي تشبه موجٌ ذهبيٌّ لا هدير له، ذلك الدخن المتلألئ على صفحات الارض لحظة غروب الشمس، تلك السهوة المحكمة البناء، ذلك السرير الخشبي الذي تم ترتيبه بعناية فائقة تعكس ملامح الجمال وروح الانسان المحب لتلك الارض .

الضجيج الذي لا ينطفئ هو لحظة اختناق

حين نتذكر أنهم لن يعودوا.

رحمك الله ياصاحب القلب الكبير رحمك الله يا من رحلت في هدوء يشبه روحك.

 

رحمك الله يا ولد العم محمد حسن مسملي

Breaking News