من جمال الأدب الأندلسي

28 أغسطس 2025Last Update :
من جمال الأدب الأندلسي

الكاتب والأديب محمد مسملي

من جمال التشبيه في الأدب الاندلسي انه يعَمد إلى التجسيد، ليجعل من المشبه عنصراً يسمع ويرد الخطاب.وهذا من اجمل انواع التشبيه وأبلغُها وهذا ما نجده في قصيدة لسان الدين ابن الخطيب في وصفه للحمى التي اصابته حيث شبهها بالمحبوبة التي تزوره بالليل في صورة قمر لتنير له ساعات الليل التي يسهرها مع المرض .

كما انه صنع من وجعه قالباً من الشوق الذي يُذيب جسده وروحه، ويُخاطب هذه الفتاة (المرض) بسؤالها ألا تخشي حرس الطرقات في قدومكِ إليَّ؟ وذلك في صورة بديعة يُخاطب فيها مرضه: لماذا تصر على زيارتي في الليل ألا تترك لي ساعة نوم . حيث يقول :

جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ

كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ

فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ

أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ

فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا

مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ

فقلت هذي أحاديثٌ ملفقة

موضوعة قد أتت من قول مختلق

فقالت وحق عيوني عزّ من قسمٍ

وما على جبهتي من لؤلؤ الرمق

إني أحبك حباً لا نفاد له

ما دام في مهجتي شيء من الرمق

فقمت ولهانَ من وجدي أقبلها

زحتُ اللثام، رأيتُ البدر معتنقِ

قبلتها، قبلتني، وهي قائلة

قبلت فاي، فلا تبخل على عنقي

قلت العناق حرامٌ في شريعتنا

قالت أيا سيدي واجعلهُ في عنقي

Breaking News