سقيف/لحج/من ياسر مقبلي
في مزرعة بجانب جسر العرائس في منطقة العند بمحافظة لحج، التقت عدسة الصحافة بالمزارع جميل قبع، الذي تحدث بحماس عن واحدة من الأشجار النادرة، “شجرة الصابون”، التي تحمل في ثمرتها سرًا قديمًا يعود لحقبة القمندان من أرض الهند، وهي من الأشجار التي طالما كانت جزءًا من تراث المنطقة الزراعي.
وأشار جميل قبع إلى أن شجرة الصابون تعد من الأشجار النادرة جدًا في المنطقة، وكان يتم زراعتها بكثرة في بستان العرائس وفي العديد من بساتين لحج، لكن مع مرور الزمن، تراجع وجودها بشكل كبير، ولم يتبقَ اليوم سوى شجرة واحدة فقط في أرض من أراضي العرائس بالعند، تعبر عن ذلك التاريخ الجميل وتراثًا طبيعيًا فريدًا يناضل من أجل البقاء.
وأوضح المزارع أن ثمار الشجرة تحتوي على مادة صابونية طبيعية، عند تدليكها بالماء تفرز رغوة يمكن استخدامها في تنظيف الملابس والجسم، وهي من الاستخدامات التقليدية القديمة التي كانت تعتمد عليها الأسرة المحلية، والتي أصبحت اليوم من التراث الذي يُحكى عنه.
وأضاف جميل قبع أنه يعتزم إعادة زراعة هذه الشجرة من جديد، للمحافظة على هذا الإرث الطبيعي، ولتعريف الأجيال الجديدة بخصائصها وفوائدها، حيث يأمل أن يعاود، عبر زراعتها، إحياء هذا النشاط الزراعي التقليدي الذي يحمل قيمة تاريخية وبيئية.
وفي ختام حديثه، قال قبع وهو يبتسم: “سنعمل على إعادة الحياة لشجرة الصابون، فهي جزء من ماضينا الذي نريد نقله للأجيال القادم، ولتعزيز التنوع الزراعي في منطقتنا، وتحقيق الفائدة الاقتصادية من خلال استثمار منتوجاتها الطبيعية.”
يمكن مشاهدة مقطع الفيديو المرفق، والذي يوضح تفاصيل حديث المزارع جميل قبع حول أهمية هذه الشجرة النادرة، ودوره في استعادة ممارسة زراعية كانت جزءًا من حياة أبناء المنطقة قديماً.
**تاريخ وتحديات في الحفاظ على التراث الزراعي**
وتعد شجرة الصابون في لحج من النماذج على التراث الزراعي الذي يواجه الكثير من التحديات، خاصة مع انتشار المادة الكيميائية وتغير أنماط الزراعة. ويُعتبر الاهتمام بإعادة زراعتها خطوة مهمة للحفاظ على biodiversity وتاريخ المنطقة، بالإضافة إلى إمكانية استثمارها اقتصادياً.
وفي ظل تراجع وجودها، يبقى الأمل معقوداً على مبادرات من أبناء المنطقة، ومن الجهات المعنية، لإحياء هذا التراث الغني، ولتثبيت أقدام الأشجار النادرة، التي تمثل إرثاً بيئياً وإنسانياً يعكس هوية لحج التاريخية، ويعزز من تنوعها الزراعي، ويُسهم في إبقاء هذا التراث حيًا للأجيال القادمة.
من ياسر مقبلي، لح