تعدّ جزيرة سقطرى اليمنية، الواقعة في المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي، كنزًا بيئيًا فريدًا. فهي أكبر جزر أرخبيل يمني يتألف من أربع جزر، وتتميز بتنوعها الحيوي الاستثنائي وثقافتها الغنية.
تمتلك سقطرى تنوعًا نباتيًا هائلاً، إذ تضمّ نحو 850 نوعًا من النباتات، 293 منها مستوطنة ولا توجد في أي مكان آخر على الأرض. يُعرف هذا التنوع النباتي الفريد عالميًا، وقد صنّفته اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي عام 2008، بعد أن أُعلنت محمية طبيعية عام 1999. ومن أبرز نباتاتها شجرة “دم الأخوين” وشجرة “امتة”.
وليس التنوع النباتي وحده ما يميز سقطرى، بل تضم الجزيرة أيضًا تنوعًا حيوانيًا فريدًا، بما في ذلك 15 نوعًا من فراشات النهار و60 نوعًا من فراشات الليل، و100 نوع من الحشرات الطائرة، معظمها مستوطن. كما تزخر سقطرى بأنواع نادرة من السحالي والسلاحف والدلافين وأسماك الزينة.
تُقدّم سقطرى تجربة سياحية استثنائية، حيث تضمّ مواقع طبيعية خلابة. فمن سواحل دليشة البيضاء، حيث يمكن مشاهدة السلاحف البحرية والتزلج على الرمال، إلى محمية دكسم الجبلية الشهيرة بغابات شجرة دم الأخوين، تُوفر سقطرى مناظر طبيعية خلابة.
كما تشمل معالمها السياحية قلنسية بخورها الطبيعي وبحيرتها، ومحمية روش (كهف حوق) بمغاراتها الرائعة، وراس اليسار (وادي عرهر) بكثبانها الرملية ومياهه العذبة، ومحمية ذي حمري لممارسة الغطس، ومومي بجمالها الأخضر، وحجهر بشلالاتها، ووادي معنوفو وحدائقه. تُعتبر هذه المواقع نموذجًا رائعًا للجمال الطبيعي والثقافة المحلية الغنية في سقطرى.