تعتبر الأمثال الشعبية في اليمن، على مر العصور، مدرسة شفوية تعكس فلسفة حياة وتجارب إنسانية متراكمة.
إذ اختزلت هذه الأمثال الحكمة في عبارات قصيرة، مما جعلها تعكس كل تجربة أو موعظة بعبارات يسهل تذكرها وتداولها بين الأجيال.
تتضمن الأمثال الزراعية في اليمن الكثير من المعاني والدروس المستقاة من تجارب الأجداد. فعلى سبيل المثال، يقال: “لا تبكي على أبوك لا مات، إبكي على مبكر لا فات”، مما يعكس أهمية الاستعداد المبكر.
كما نجد مثلاً آخر يقول: “الذري من الجلعاب”، والذي يشير إلى أن لكل شيء أصوله وقواعده. وهناك أيضاً: “حناب حبة ماهي جمل”، لتسليط الضوء على أهمية الجودة في الزراعة.
تتميز الأمثال الزراعية بإبرازها لمراحل المواسم المختلفة، مثلما يتضح في قول: “تموز ينشف الماء من الكوز”، الذي يعبر عن صيف قاسي. وفي ذات السياق، يشير المثل: “آب يبعثه من بين التراب”، إلى أهمية هذا الشهر في توفير المحاصيل.
وفيما يتعلق بالشهور الأخرى، نجد مثلاً: “جوع الجوع وبرد الرجوع”، الذي يبرز الظروف المناخية المتغيرة وتأثيرها على الزراعة.
تستمر هذه الأمثال في كونها مرجعاً حيوياً في حياة اليمنيين، حيث تحفظ الذاكرة الجمعية هذه الحكمة وتتناقلها الأجيال، مما يجعلها جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي للبلاد.
