بحة الحبيشي.. هوية غنائية يمنية فريدة
يُعدّ أحمد الحبيشي أحد أبرز الأصوات الغنائية اليمنية، ليس فقط لما يتمتع به من نبرة عالية ونقاء صوت، بل بفضل بحة صوته المميزة التي أضفت هويّةً خاصةً على أعماله الفنية. كتب مصطفى راجح في قناة بلقيس مقالاً يُبرز هذه السمة الفريدة في مسيرة الفنان.
فبحة الحبيشي ليست مجرد عيب صوتي، بل هي عنصر أساسي في هويته الغنائية. فهي تمنح ألحانه نكهة خاصة، تعكس شجناً وجدانياً عميقاً، كما هو واضح في أغنيته الشهيرة “رحمتي لك”، التي كتبها الشاعر مطهر الإرياني رثاءً لابنه.
تُظهر الأغنية بُعداً إنسانياً عميقاً، حيث يتجاوز الحزن الشخصي ليُلامس مشاعر المستمعين، ويُبرز قدرة الحبيشي على إيصال المشاعر بكفاءة عالية. وكتب راجح أن أداء الحبيشي في هذه الأغنية يُعتبر من أكثر أعماله تعبيراً عن أسلوبه المتميز.
لم تقتصر موهبة الحبيشي على “رحمتي لك”، بل امتدت لتشمل العديد من الأغاني مثل “وقد رسولي الطير”، و”ليلاه”، وغيرها، حيث تُبرز بحة صوته جمالاً خاصاً. لكن مع مرور الزمن، بدأ تأثير هذه البحة يتغير، مما أثر على أدائه.
و أشار راجح إلى أن الحبيشي لم يُعاني فقط من تغير صوته، بل واجه أيضاً ظروفاً صعبة، مثل العمل في السعودية لسنوات طويلة، وهو ما قد يكون ساهم في تغيير أدائه الغنائي.
مع ذلك، يُعدّ الحبيشي مثالاً لفنان سخي وداعم للفنانين الشباب. فقد ساند العديد منهم، مثل حسين محب، بإعطائه نصائح ودعم، مُثبتاً بذلك أنه فنانٌ حقيقيّ يتجاوز المجال الفني ليصل إلى المجال الإنساني.
وختم راجح مقاله بالقول إن بحة الحبيشي، سواء كانت في بداياته أو في أواخر مسيرته، شكلت بصمة فريدة في تاريخ الغناء اليمني، وأن أدائه سيظل حياً في وجدان محبيه.