يتحدث عبد السلام السريحي عن ذكرياته في قرية صغيرة تقع على ظهر جبل، حيث يسرد المشهد الذي يظهر فيه منزله في المعينة بالمسراخ. يصف تناقض المكان بين قسوة الجبل المحيط وخضرة الأشجار التي تحتضن العصافير.
في أسفل الصورة، يشير إلى ممر سيول هادرة جرفت العديد من الأرواح، ومن بينهم داليا، ابنة خالته، التي فقدت حياتها قبل أسبوعين من زفافها. يعبر السريحي عن حزنه لفقدانها، مشيرًا إلى أنه كتب روايته الأولى باسمها كنوع من الوفاء، مشاعرها كانت هديته الوحيدة.
تتطرق الذكريات إلى صمود والدته التي تربت تسعة أشخاص بعد رحيل والده المبكر. يروي كيف أعطي اسمه عبد السلام تيمناً بابن عمه المفقود، والذي كان دعمًا كبيرًا لوالده، الذي كان ناشطًا سياسيًا في الجبهة الوطنية.
يسترجع السريحي حوارًا مع والدته حول التعليم، حيث أكدت له أهمية الكتاب كالغذاء الذي يحتاجه الأطفال.
كما يعبر عن شعوره تجاه قريته، التي تتحول ألوانها المبهجة إلى ظلام مخيف مع غروب الشمس، ويصفها بالفقر والنسيان من قبل السلطات، مما يجعلها مكانًا غير جذاب للصوص السلطة.
تظل القرية تحتضن ذكرياته وأوجاع طفولته، حيث يواصل السريحي مسامحتها رغم كل ما عاناه، فهي تحمل في طياتها ذكرى والده الذي غادر الحياة عندما كان في الخامسة من عمره.