سقطرى…وطن يسكن الروح مهما ابتعد الجسد

8 أبريل 2025آخر تحديث :
سقطرى…وطن يسكن الروح مهما ابتعد الجسد

سقيف/ من أمير السقطري

كلما ذكر اسمها، شعرتُ بأن قلبي يخفق بنبضٍ قديم، كما لو أن الشوق نفسه له موطن، وهذا الموطن هو سقطرى.

الحنين إليها ليس لحظيًّا.. إنه ثابت كالصخور التي تعانق البحر، عميق ككهوفها، عذب كمياهها، وغامض كلياليها حين يكتسي القمر بجلاله على قمم الجبال.

أشتاق لصباحاتها الأولى، حين تستيقظ الشمس فوق صفحة البحر، وأصوات الطيور تملأ السماء وكأنها صلاة خفية تُنشدها الطبيعة.

أشتاق لخطاي على ترابها، لرائحة الأعشاب البرية بعد المطر.

في المدن البعيدة، كل شيء له طعم الغربة،

حتى القهوة.

حتى الضحكة.

حتى الحديث.

أما في سقطرى، فكل شيء ينبض بالحياة، وكأن الأرواح هناك لا تموت، بل تتحول إلى نسيمٍ يُقبّل الوجوه عند كل عودة.

سقطرى…

لا تُشبه أحدًا، لأنها خُلقت لتكون استثناءً، والشوق إليها ليس رغبة في الرجوع، بل حاجة، كأنها الهواء الذي لا يُرى، لكنه وحده يمنحنا الحياة.

قد نغيب عنها.. لكننا نحملها فينا، كأنها نبض في عمق القلب، لا يتوقف، لا يهد لا يشيخ.

فيا سقطرى، يا ذاكرة الضوء… كلما اشتدّ الغياب، ازددتِ فينا حضورًا.

 

 

 

 

 

 

الاخبار العاجلة