تُعد مدينة حجة عاصمة محافظة حجة اليمنية، إحدى الوجهات التي تجمع بين سحر الطبيعة وإرث التاريخ.
وتنفرد المدينة التي تقع شمال غرب العاصمة صنعاء، وبتاريخ طويل وحافل بالعديد من الأحداث والتحولات التي شكلت هويتها وتراثها الثقافي.
وتعود جذور مدينة حجة إلى العصور القديمة، حيث كانت جزءًا من مملكة سبأ التي ازدهرت في اليمن في القرن 8 قبل الميلاد.
وذكرت حجة في العديد من النقوش السبئية القديمة باسم “حجة” أو “حجيت”.
العصر الإسلامي
ومع انتشار الإسلام في اليمن في القرن 7 الميلادي، أصبحت حجة مركزًا إسلاميًا هامًا، حيث بنيت فيها العديد من المساجد والمدارس الدينية. وقد لعبت حجة دورًا بارزًا في نشر الإسلام في المنطقة.
وفي القرن 16 الميلادي، خضعت حجة للحكم العثماني، حيث أصبحت مركزًا إداريًا هامًا في ولاية اليمن. وقد شهدت حجة خلال هذه الفترة العديد من التطورات العمرانية والاقتصادية.
وفي القرن 20 الميلادي، شهدت حجة العديد من التحولات السياسية والاقتصادية، حيث أصبحت جزءًا من الجمهورية اليمنية بعد قيام الثورة اليمنية في عام 1962. وقد شهدت حجة خلال هذه الفترة العديد من التطورات في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية.
التراث الثقافي
وتتميز حجة بتراث ثقافي غني ومتنوع، حيث تضم العديد من المعالم الأثرية والتاريخية، منها قلعة القاهرة وقصر سعدان وحصن نعمان.
كما تشتهر حجة بفنونها الشعبية المتنوعة، منها الرقصات الشعبية والأغاني والقصائد الشعرية.
وتشتهر حجة بتنوعها الطبيعي الفريد، حيث تُحيط بها سلاسل جبلية كجبال “كُشر” و”كحلان”، والشرف وتنتشر فيها المدرجات الزراعية التي تزرع فيها محاصيل مثل الذرة والبن والفواكه.
كما تشكل الأمطار الموسمية أنهارًا موسمية وشلالات تزيد من جمالية المنطقة، مما يجعلها مقصدًا لمحبي الطبيعة رغم التحديات السياحية الحالية.
وتضم المدينة عددًا من المعالم الأثرية، مثل **قلعة القاهرة** التاريخية التي تعود إلى عصور إسلامية مبكرة، والتي كانت حصنًا دفاعيًا واستُخدمت لاحقًا كمركز إداري. بالإضافة إلى الأسواق الشعبية كـ “سوق السبت” الذي يعكس نمط الحياة التقليدية عبر بيع المنتجات الزراعية والحرف اليدوية.
وتواجه حجة، كغيرها من المدن اليمنية، تحديات مرتبطة بالوضع الاقتصادي والإنساني الصعب جراء الأزمات المتلاحقة، مما أثر على البنية التحتية وفرص التنمية. إلا أن طبيعتها الخلابة وتاريخها العريق يبقيان ركيزتين قادرتين على جعلها وجهة سياحية واعدة في حال استقرار الأوضاع.
وتبقى حجة نموذجًا لمدن اليمن التي تحمل في تضاريسها قصصًا من الجمال والمقاومة، وتستحق أن تُسلط عليها الأضلاع ليس فقط لتراثها، بل لدورها في الحفاظ على الهوية اليمنية بمختلف مكوناتها.