“عالم رؤى: حين يتشابك الواقع مع الخيال في سرد محمد الأحمدي”

25 مارس 2025آخر تحديث :
“عالم رؤى: حين يتشابك الواقع مع الخيال في سرد محمد الأحمدي”

بقلم: منيرة السحيمي

في لقاء أدبي مميز، أزاح الكاتب محمد الأحمدي الستار عن أسرار رحلته الأدبية من خلال روايته “رؤى”، مقدّماً نفسه كراوٍ يعبر حدود السرد التقليدي، ليغزل بخيوط الواقع والخيال عالماً نابضاً بالحياة والتأمل. الأحمدي يرى أن الحكاية موجودة في كل زاوية من زوايا الحياة، مختبئةً في غروب شمس، أو في نظرة عابرة، بانتظار من يقتنصها لتحيا بين صفحات كتاب.

في عنوان روايته” رؤى”، يكمن ثراء المعاني، فهو ليس مجرد اسم للشخصية المحورية، بل هو نافذة تفتح على تصورات وأحلام تُشكل نسيج الرواية. هذا التداخل بين العنوان ومضمون العمل يتيح للقارئ فرصة التحليق بين العوالم المختلفة، حاملاً معه مفاتيح التأويل والاكتشاف.

ويؤكد الأحمدي أن الرواية التي تنجح في إثارة المشاعر، حباً كانت أو كرهاً، هي وحدها التي تترك أثراً لا يُمحى، أما العمل الحيادي الذي يمر دون أن يحرّك القارئ، فهو كخيط دخان يتلاشى دون أثر. هذا الفهم جعله ينسج حواراته بلغة قريبة من نبض الحياة اليومية، مستخدماً العامية البيضاء التي تقرّب المسافات بين الشخصيات والقرّاء، دون أن تفقد الرواية شاعريتها.

الخيال عند الأحمدي ليس هروباً من الواقع، بل امتداد له؛ جسراً ينقل القارئ إلى زوايا مختلفة يرى فيها العالم بمنظور جديد. في كتابته، يترك الأحمدي لخياله حرية مطلقة في البدايات، حيث تمتزج الأفكار بعفوية وبساطة، ليعود لاحقاً فينظم الحبكة ويهذب التفاصيل، موقنًا أن الكتابة هي فن الانسجام بين الفوضى والترتيب.

إلهام الأحمدي ينبع من كل ما يحيط به: المواقف العابرة، الكتب المتناثرة على رفوف مكتبته “العشوائية”، والأحاديث التي تنبض بحياة. وفي روايته” رؤى” يتجلى هذا الإلهام في كل صفحة، شاهداً على إصراره ومثابرته في مواجهة تحديات الكتابة، التي يعتبرها رحلة مليئة بالصبر والالتزام.

الأحمدي لا يكتب لفئة محددة، بل يكتب للجميع، حاملاً في قصصه شغف الحكايات التي تستحق أن تُروى، مانحاً القارئ حرية التجول في عوالم رواياته، ليجد فيها ما يلامس أعماقه ويشبع فضوله.

الاخبار العاجلة