حاوره، الصحفي: محمد نبراس العميسي.
في عالم الأدب، لكل كاتب بصمته الخاصة التي تميّزه عن غيره، وقصته التي تلهم قلمه. الكاتب السعودي عبدالعزيز بن حميد هو أحد الذين صنعوا من شغفهم بالقانون وعالم الروايات قصة نجاح فريدة. من أروقة كلية الحقوق في جامعة الملك سعود، حيث تألق في دراسة القانون، انطلق ليحوّل جملة قانونية بسيطة إلى رواية تمتد عبر ستمئة صفحة. روايته الأولى كتيبة سيف معزيّ تأخذ القارئ في رحلة أدبية مشوّقة وغامضة.
اليوم، نلتقي عبدالعزيز لنلقي الضوء على تجربته في الكتابة، والرسالة التي أراد إيصالها عبر كتيبة سيف معزيّ، كما نتعرف على طموحاته الأدبية ورؤيته لمستقبل الأدب.-
-أهلاً وسهلاً بك، أستاذ عبدالعزيز.
-أهلاً وسهلاً، وشرف لي وجودي معك لإجراء هذا الحوار الصحفي.
1- من هو عبدالعزيز بن حميد في سطور؟
-عبدالعزيز بن حميد، كاتب سعودي بدأت رحلتي من دراسة القانون في جامعة الملك سعود، التي كانت محطةً مهمّةً منحتني الأدوات اللازمة لتحويل جملة قانونية بسيطة إلى رواية تتجاوز ستمئة صفحة.
على الصعيد الأدبي، أنا أحد خريجي برنامج “حاضنة الكتّاب” الذي ترعاه هيئة الأدب والنشر والترجمة، وكنت ضمن أوائل المتدربين المختارين من بين أربعمئة متقدم. وقد أثمرت هذه التجربة عن إصدار روايتي الأولى كتيبة سيف معزيّ.
2- ما الذي ألهمك لكتابة رواية كتيبة سيف معزيّ؟ وهل هناك أحداث شخصية أثرت في القصة؟
•قضيت وقتاً طويلًا في مكتبة كلية الحقوق والعلوم السياسية، مستعرضاً مختلف مجالات القانون. لفت انتباهي القانون الدولي، خاصة عندما قرأت عن القوانين المتعلقة بالأمن والسلامة. عبارة “إما التسليم أو المحاكمة” كانت الشرارة الأولى التي أوقدت الفكرة في ذهني. رفعت بصري للحظة متأملاً رفوف الكتب، ثم عدت فوراً إلى لوحة المفاتيح. هكذا بدأت، وبعد عامين من الجهد، خرجت الرواية إلى النور.
3- ما هي الرسالة الأساسية التي أردت إيصالها من خلال الرواية؟
•الرواية جاءت تكريماً لأبطالنا العسكريين الذين ضحوا بأرواحهم لمواجهة التطرف والدفاع عن هذا الوطن العظيم. كتيبة سيف معزيّ ليست مجرد عمل أدبي، بل هي إحياء لذكراهم وشكر لجهودهم التي لا تُنسى.
4- كيف طوّرت شخصيات الرواية؟ وهل هناك شخصية تشعر بأنها الأقرب إليك؟
•في أولى محاولاتي الأدبية، استمديتُ الإلهام من محيطي القريب. شخصية النقيب سعود هي الأقرب إلى قلبي، فهناك تقاطعات كثيرة بيننا. أعتقد أن الكاتب دائماً ما يحمل عيناً فاحصة، يلتقط من حوله كل التفاصيل ويوظفها في أعماله.
5- كيف كانت تجربتك في كتابة الرواية؟ وما أبرز التحديات التي واجهتها؟
•كانت تجربة الكتابة ممتعة بكل تفاصيلها، ابتداءً من تشكيل الفكرة إلى ترتيب الفصول ليبقى عنصر التشويق حاضراً. أكبر التحديات التي واجهتني كان ما أسميه انحسار حبر القلم، تلك اللحظات التي يصعب فيها إخراج الأفكار. حينها كنت أستمر في الكتابة حتى لو شعرت بأن ما أكتبه ليس جيداً، وهو ما نصحني به أحد الكُتّاب قائلاً: “اكتب ولو كان هراءً”.
6- هل لديك طقوس معينة أثناء الكتابة؟
•نعم، لا أستطيع الكتابة دون سماعات الموسيقى وألحان هانز زيمر الشهيرة، إلى جانب كوب القهوة. الموسيقى تساعدني على تخيل المشاهد بعمق أكبر، سواء كانت حزينة أو مشحونة بالأحداث.
7- هل تعمل على مشاريع أدبية جديدة؟
•أركز حالياً على الترويج للرواية، كما أنني أعمل على تطوير فكرة لرواية جديدة في أدب الغموض والجريمة، وهو النوع الذي يناسبني في هذه المرحلة. ما زالت الفكرة قيد التبلور، لكنني متحمس لها.
8- كيف ترى تطور الأدب العربي؟ وما نصيحتك للكُتّاب الجدد؟
•ما يحدث في المملكة العربية السعودية اليوم على الساحة الأدبية هو تطور مذهل. المبادرات التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة جعلت المملكة مركزاً ثقافياً عالمياً. نصيحتي للكتّاب الجدد: اقرأ أكثر مما تكتب، فالقراءة هي المفتاح لفهم الأدب وتطوير أسلوبك.
9- كيف كان تفاعل القراء مع الرواية؟ وهل هناك تعليق معين أثر فيك؟
•التفاعل كان رائعاً، سواء في الندوات أو اللقاءات الخاصة. من أكثر التعليقات التي أثرت فيّ ما قاله أحد الحضور في إحدى الجلسات: “عنوان روايتك أعادني للأدب العربي بعد انقطاع”. هذا النوع من الكلمات يمنحني دافعاً كبيراً للاستمرار.
10- إذا كان بإمكانك تعديل شيء في الرواية، ماذا سيكون؟
• بصراحة، لا أرغب في تغيير أي شيء. الرواية تعكس فكري ورؤيتي في هذه المرحلة من حياتي، وأنا فخور بها تماماً كما هي.
11- ما الذي يلهمك للاستمرار في الكتابة؟ وكيف تحافظ على شغفك؟
•الإلهام يأتي من القراءة المستمرة. الكتابة بالنسبة لي هي ملاذ، أجد فيها متنفساً من ضغوط الحياة. أحرص على تنويع مجالات الكتابة لتوسيع آفاقي وتجديد شغفي.
ختاماً: لا يسعنا إلا أن نشكر الأستاذ عبدالعزيز على هذا الحوار المميز، ونتمنى له حياةً أدبيةً مليئةً بالعطاء الفكري والإبداع