الأغنية الصنعانية وجذورها في التراث اليمني

6 مارس 2025آخر تحديث :
الأغنية الصنعانية وجذورها في التراث اليمني

تُعتبر الأغنية الصنعانية، تراثًا يمنيًا أصيلًا، يتردد صداها في مختلف أنحاء البلاد. ورغم ارتباط اسمها بصنعاء، إلا أنَّ منشأها وملحنيها ينتمون لمناطق يمنية متنوعة. وتندرج هذه الأغاني، ضمن إطار الشعر الشعبي المغنى، سواء كان بالفصحى أو العامية، إلى جانب فنون أخرى كالموشح المغنى (الحميني والإنشاد اليمني) والشلة التهامية.

وتُعرّف الأغنية بأنها شعر مغنى بمصاحبة آلات موسيقية، أهمها العود والإيقاع. أما الموشح المغنى، فهو شعر يُغنّى بدون آلات، ويشمل الحميني اليمني والإنشاد اليمني، أو ما يُعرف بالشلة التهامية.

التشابه والاختلاف بين الأغنية الصنعانية والشلة التهامية

تشترك الأغنية الصنعانية مع الشلة التهامية في الشعر الحميني والألحان، حيث يمكن تحويل أي أغنية صنعانية إلى شلة سماعية. ويكمن الاختلاف في استخدام الآلات الموسيقية، والتي تُعتبر سمة مميزة للأغنية الصنعانية، كما هو الحال في الأغنية التراثية عمومًا. أما الشلة التهامية، فهي لون من ألوان الشعر الشعبي المغنى في تهامة بدون آلات موسيقية.

جذور الأغنية الصنعانية في الموشح الحميني

ترتبط الأغنية الصنعانية بالموشح الحميني والإنشاد اليمني (الشلة التهامية). ويرجع تأصيل الحميني إلى ابن شرف الدين، الذي يُعتبر أحد أبرز مؤسسي الأغنية التراثية اليمنية، بما فيها الأغنية الصنعانية.

وفي القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين، برز العديد من الشعراء والملحنين في مختلف المناطق اليمنية، أبرزهم عبد الرحمن الآنسي صاحب ديوان “ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار”. وفي نهاية القرن الثالث عشر الهجري، ظهر جابر أحمد رزق، صاحب ديوان “زهرة البستان في مخترع الألحان”، والذي يُعتبر إمام الوشاحين وصانع مئات الألحان.

تعريف الموشح

يعرف الموشح لغةً بأنه اسم مفعول من وشّح، بمعنى زيّن. واصطلاحًا، هو قصيدة عربية تتكون من عدة مقاطع، يحل كل مقطع محل البيت مع الاحتفاظ بخصائص القصيدة العمودية. ويتكون المقطع من بيت (دور) وتوشيح وتقميع أو تقفيل. وقد يُستغنى عن التقميع والتقفيل، فيبقى البيت والتوشيح، أو يُستغنى عن التوشيح، فيبقى البيت فقط، ويسمى حينها “حميني مبيت”. ويمتاز التوشيح باستحداث بحور جديدة عن طريق التداخل في بحور خليلية، أو تفاعل خليلية مع استخدام مشتقات البحور ومهملاتها ومقلوباتها.

الاخبار العاجلة